أربعة جدران ملتصقة !! ( قصة قصيرة )

أربعة جدران ملتصقة !!

بدلوه ثانية ..

شعر ببرودة أطرافه إثر نباحه المتواصل.لا يراه,عينيه لم تريا النور منذ آن بعيد.لا يذكر معنى للنور إذ تبدت له الحياة أكثر ظلمة مما يحيا فيه!!

صمت مجددا إذ اقترب منه وأخذ يشمه كما يفعل الجديد كالعادة!!رائحة الدم الهابط دوما تغريه.جلس بالقرب منه.لم يعد يعبأ بسن أسنانه ولهثه يسمعه بوضوح.نسى معالم ذاته.يتقوقع في ذاته أكثر,لكن يده لا تزال تتحرك, يحس بها وهو يحاول أن ينقش بها خطوطا عريضة أضاعته من قبل من آن بعيد !!!

*****

- أنت مخطئ بكل تأكيد .

تسللت العبارة لأذنيه فاستدار غاضبا وضبط نظارته مجددا كي يرى من تفوه بما وصله.هي ثانية.ودنا منها فما بدا على ملامحها أثر خوف إنما توقفت حتى اقترب منها .

- ولماذا

- أنظر للشمس مرة قبل أن تتخذ مكانك لتلقي إلينا كل يوم قولك .

- شمس ؟!

- وانظر قبل أن تأتينا متباهيا إلي الضابط الوقف هناك يقترب مني !!

استدار إلي حيث تشير وأخذت من يدها.في الصباح كانت حديث الجامعة, ارتبك حين لم يرها في مكانها المعتاد وكأنه أحب جدالها فأنهى الأمر سريعا ومضى لحجرته ثم في اليوم التالي وقف قائلا :-

- لعلكم تنظرون للشمس طويلا وقلوبكم مطمئنة تعود كل يوم برضاكم أو دون هذا الرضا ولكنا صنعنا لأنفسنا شمسا جديدة .

وخط خطوطا على الحائط الأسود ثم نظر لهم باسما وقال :-

- السوربون كان جميلا.كنت أقف أمام أستاذ أسأله ما سر شهرة الباستيل فأجابني أن خادمة,امرأة من عامتنا أدركت ما لم يدركه الثائرون, أدركت أن الشمس تبدأ من الباستيل !!!

*****

أنهى أمره ولا يزال دمه ينزف باستمرار ولم يعد يستطيع النهوض,حاول أن يمد قدميه ولكن أسنانه وأنفاسه أعادتهما ثانية,حاول أن ينهض ولكن رأسه اصطدمت بالحائط القريب الهابط,سنون طوال وهو قابع في هذه الجدران الملتصقة والظلام يحيط به دون جدوى,وحاول أن يعيد رسم الخطوط التي أتت به لهنا,لكن.

أيفهموه الآن ؟؟!!

بقلم : حمادة البيلي