بدأ دراسته في كتّاب القرية، ثم دخل الأزهر وانتقل إلى الجامعة المصرية ونال منها الدّكتوراه الأولى، ثم نال دكتوراه دولة من جامعة السّوربون، باريس.
عُيِّن عميداً لكلّية الآداب، جامعة القاهرة، ثم رئيساً مؤقّتاً لجامعة فاروق الأول، وهو أوّل مدير لجامعة ريّة. قرّر مجانية التّعليم الثانوي. أنشأ جامعة عين شمس، وكان عضواً بالمجمع اللّغوي ورئيسه منذ عام 1963م حتى وفاته.
عُيِّن مُديرًا لدار الكاتب المصريّ ثمّ عضواً في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الإجتماعية ومقرّرا للجنة التّرجمة فيه منذ إنشائه. وقد مُنِحَ جائزة الدّولة عن كتابه، "على هامش السّيرة"، وجائزة الآداب، وكان أوّل من مُنِحَ جائزة الدّولة التقديرية في الآداب، كما مُنِحَ وسـام جوقة الشّرف «ليجيون دونّور» من فرنسا، كما مُنِحَ من هيئة الأمم المتحدة جائزة حقوق الإنسان وتلقّاها قبل وفاته بيومٍ واحدٍ.
انصرف إلى الإستماع إلى القصص والأحاديث وانضمّ إلى رفاق أبيه في ندوة العصر، في فناء البيت، يستمع إلى آيات القرآن وقصص الغزوات والفتوح وأخبار عنتر والظاهر بيبرس وأخبار الأنبياء والنسّاك الصّالحين، ويحفظ القرآن في كتّاب القرية، وأتقن التّجويد ثم سافر إلى القاهرة.
لم يقتصر اهتمام طه حسين على تعليم الأزهر وحسب، فقد اتّجه للأدب. حفظ مقامات الحريري وطائفة من خطب الإمام ومقامات بديع الزمان الهمذاني، وأخذ عن المرصفي حبّه للنّقد وحرّيته.
كوّن هو وأحمد حسن الزيات ومحمود الزّناتي جماعة ذاع نقدها للأزهر، وفضّلوا الكُتُب القديمة على الكتب الأزهرية وقرأوا دواوين الشعر.
عاش طه حسين حرَّ الرأي غالباً في التّجديد، ذا إحساس بمصريّته الخالصة، مدركاً لإنتمائه للأمّة العربية، ومقدّراً لإنتماء البشر جميعاً للأسرة العالميّة. عاش يُحاضر ويكتب النّقد والوصف والتّراجم والأدب والمقالة والقصّة، وهو صاحب مدرسة ومنهج في النّقد خاصة. وفي أدبه نوافذ على الآداب العالمية وخاصة منها اليوناني والفرنسي، وهو بهما بعيد التّأثر.
قام بجمع المخطوطات المصريّة من مختلف نواحي العالم، وفي إدارةٍ خاصّةٍ في الجامعة، ونَشَر عددًا من هذه المخطوطات نشراً علمياً، كما مهّد لقيام المنظّمة العربية للتّربية والعلوم والثقافة. وعند قيام هذه المنظّمة، أنهى عمله بالجامعة العربية.
نال طه حسين الدّكتوراه الفخرية في كثير من البلاد الأجنبية، منها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وأوسمة من لبنان وتونس والمغرب؛ ومن مصر مُنِحَ قلاّدة النيل التي لا تُمنَح إلاّ لرؤساء الدّول. نال أوّل جائزة تقديريّة في الأدب، ولُقِّب عن جدارةٍ بعميد الأدب العربيّ.
كان طه حسين عضواً في عدّة مجامع عالميّة وهيئات، اختير لها لمَا عُرِفَ به في دوائر الثّقافة العالمية من امتياز.
من أشهر مؤلّفاته: "ذكرى أبي العلاء"، "فلسفة ابن خلدون الإجتماعيّة"، "في الشّعر الجاهلي"، "في الصّيف"، "على هامش السّيرة"، "من بعيد"، "صوت أبي العلاء"، "حديث الأربعاء"، "الأيام"، "دعاء الكروان"، "المعذّبون في الأرض".